هل تدخَّل شُعراء العصر الجاهلي في كتابة نصوص القرآن !! ؟
Publié : lun. 17 mars 2014 21:16
أمية أبن أبي الصلت الثقفي الذي تشابه النبي معه كثيرا من وجوه عده ومنها أنه سمي بأبي القاسم كما محمد وسافر إلى الشام كما محمد وأتصل برهبان النصارى كما محمد وشق صدره قبل محمد وكان له رائي كما كان لمحمد ويحكى أن الجن كانت تطيعه وكان للنبي أصدقاء من الجن يستمعون للقرآن ويمدحون ما فيه من تعاليم ويدعون قبائلهم لأتباعه بل جاءوا بسورتين من سور القرآن الأحقاف والجن ... نعم كان أمية قدوة للنبي وكان له الدور الأبرز في التأثير على النبي وعلى أفكار القرآن فجاء القرآن نسخة محرفة عن سفر أمية أبن أبي الصلت ولم ينكر النبي ذلك.
* اخبرنا علي بن عبد الله الزاغوني .... عن الشريد الهمذاني قال: خرجنا مع رسول الله صلعم في حجة الوداع فبينما أنا امشي ذات يوم إذ وقع ناقة خل ف ي فالتفت فإذا رسول الله صلعم فقال: " الشريد " قلت: نعم قال: " ألا أحملك " قلت: بلى وما في إعياء ولا لغوب ولكني أردت البركة في ركوبي مع رسول الله صلعم فأناخ فحملني فقال: أ معك من سفر أمية بن أبي الصلت قلت: نعم قال: " هات " فأنشدته قال: أظنه مائة بيت قال: وقال صلعم : عند الله علم أمية بن أبي الصلت عند الله علم أمية بن أبي الصلت.(*) المنتظم في التاريخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الجزء الثالث غزوة بني قينقاع .
سفر أمية أبن أبي الصلت أو ديوانه الذي شرحه وجمعه محمد بن حبيب 245هـ وأستند إليه عبد القادر بن عمر البغدادي صاحب خزانة الأدب 1067هـ ومحمد مرتضى الزبيدي 1205هـ وبكل آسى وحزن ضاع السفر أو طمسوه أو أخفوه ذلك السفر الذي كان محمد به حفيا وشغوفا ويحب أن يسمعه ويستزيد منه وما ترك فرصة تفلت من بين يده حتى يقتنصها فكان دائم السؤال عن أشعار أمية لدى أصحابه ولكم سجل لنا التاريخ العربي والإسلامي أن النبي كان يختلي بالفارعة أخت أمية لتحكي له عن قصص أخيها وأشعاره .
* قال ا لطبرسي أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر، واستنشد رسول الله أخته شعره بعد موته فأنشدته:
لك الحمد والنعماء والفضل ربنا ولا شيء أعلى منك جدا وأمجد
مليك على عرش السماء مهيمن لعـزته تعنـو الوجوه وتسجـد
وهي قصيدة طويلة حتى أتت على آخرها، ثم أنشدته قصيدته التي فيها. وقف الناس للحسـاب جميعا فشقـي معـذب وسعـيد
والتي فيها:
عند ذي العرش تعرضون عليه يعلم الجهر والسرار الخفيا
يوم يأتي الـرحمن وهو رحيم إنـه كـان وعـده مأتيـا
رب إن تعف فالمعافـاة ظنـي أو تعاقب فلـم تعاقب بريا
( * ) تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي (الأعراف :175)
وتتواتر الأحاديث عن حب النبي ولهفته لسماع شعر أمية أبن أبي الصلت
* حدثنا عمرو الناقد، وابن أبي عمر، كلاهما ... عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال ردفت رسول الله صلعم يوما فقال " هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئا " . قلت نعم قال " هيه " . فأنشدته بيتا فقال " هيه " . ثم أنشدته بيتا فقال " هيه " . حتى أنشدته مائة بيت .
* حدثنا يحيى بن يحيى ... عن عمرو بن الشريد عن أبيه، قال استنشدني رسول الله صلعم . بمثل حديث إبراهيم بن ميسرة وزاد قال " أن كاد ليسلم " . وفي حديث ابن مهدي قال " فلقد كاد يسلم في شعره " .
(*) صحيح مسلم كتاب الشعر. 6022 – 6023 - 6024 -
* ومن حديث ابن أبي شَيْبة: أن النبيّ صلعم أردف الشريد فقال له النبي صلعم تَرْوي من شِعر أمية بن أبي الصلت شيئاً قلتُ: نعم قال ف أتنشدني فأنشدته. فجعل يقول بين كل قافيتين: هيه حتى أنشدته مائة قافية. (*)العقد الفريد باب كتاب الزمردة الثانية في فضائل الشعر. المزهر في علوم اللغة وأنواعها لجلال الدين السيوطي باب النوع الحادي والأربعون معرفة آداب اللغوي .
لم يكن أبن الشريد هو الوحيد الذي يحفظ أشعار أمية لكنها كانت الأوسع انتشارا في الجزيرة كما سنرى لكن لك أن تتخيل الأفكار والتراكيب التي حوتها أبيات من الشعر يبلغ عددها المائة وأشعار بلغت قوافيها المائة. كما أن البسملة الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام لم يكن قد جاء بها جبريل بعد بل كانت بسملة أمية أبن أبي الصلت ؛ فهل كانت هي بسملة إبراهيمية ونسخت؟ لماذا لم يحافظ عليها محمد؟ كما أن النبي أقر وأعترف أن شعر أمية هو شعر مؤمن مسلم يتوافق تماما مع مبادئ الإسلام!!
* اخبرنا الترمذي قال: اخبرنا احمد بن منيع ... عن عمر بن الشريد عن أبيه قال: كنت ردف النبي صلعم فأنشدته مائة بيت من شعر أمية بن أبي الصلت كلما أنشدته بيتًا قال: " هيه " حتى أنشدته مائة - يعني بيتًا - فقال النبي صلعم " أن كاد ليسلم ". (*) إخراجه مسلم في صحيحه. كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها كتاب الشعر 1- (2255) . المنتظم في التاريخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الجزء الثالث غزوة بني قينقاع . الإصابة لأبن حجر العسقلاني باب أمية أبن أبي الصلت.
بل أن النبي محمد صدق على خرافات أمية أبن أبي الصلت الشعرية كما سنرى. وهذا ينزع من قلب الباحث عن الحق أي شك في أن أمية أبن أبي الصلت كان المثل الأعلى لنبي الجزيرة محمد بن عبد الله.
* رو ى الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن محمد، هو أبو بكر ابن أبي شيبة .... عن ابن عباس: أن رسول الله صلعم صدَّق أمية يعني ابن أبي الصلت في بيتين من شعره فقال:
رجل وثور تحت رجل يمينه و النسر للأخرى وليث مرصد
فقال رسول الله صلعم (صدق). فقال:
{جاء في التفاسير أن هذه صفة حملة العرش ثمانية هم رجل وثور ونسر وأسد هذه أربعة ويؤيدهم يوم القيامة بأربعة أخرى ذلك قول القرآن وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ 17 (الحاقة)}
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء مطلع لونهـــا متورد
تأبى فلا تبدو لنا في رسلها إلا معـــذبة وإلا تجلـــد
فقال رسول الله صلعم (صدق). (*) المسند للإمام أحمد بن حنبل باب مُسْنَدُ عَبْدِ الله بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ 2200 .. سنن الدارمي كِتَابِ ا لا سْتِئْذَانِ باب فِي الشِّعْرِ - البداية والنهاية ل ابن كثير باب فصل فيما ورد عن صفة خلق العرش والكرسي (1/12) وقال حديث صحيح الإسناد رجاله ثقات. وأورده البيهقي في الأسماء والصفات صفحة (360) . الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي باب سورة الصافات الآية رقم ( 1 : 5 ) ؛ الآية رقم سورة الحاقة (15 : 17) . تاريخ أبن عساكر. الأغاني للإمام أبي الفرج. منتخب كنز العمال 15242- .
ويصل النقل والتقليد ذروته عندما نرى أن قصة شق صدر النبي هي نفس القصة التي كانت شائعة عند العرب ويحكى أنها حدثت لأمية أبن أبي الصلت. وطالما حادثة شق صدر النبي لم يرها أحد لكنه قصة حكاها النبي كما كانت تُحكى نفس القصة عن أمية أبن أبي الصلت قبله.
* وروى الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عزا ابن عباس: أن وازعة بنت أبي الصلت الثقفي جاءته فسألها عن قصة أخيها أمية فقالت: قدم أخي من سفر فوثب على سريري فاقبل طائران فسقط أحدهما على صدره فشق ما بين صدره إلى ثنيته فانتبه فقلت: يا أخي هل تجد شيئًا قال: لا والله إلا توصيبًا. (*) المنتظم في التاريخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الجزء الثالث غزوة بني قينقاع . الأغاني للإمام أبي الفرج ترجمة أمية أبن أبي الصلت. الإصابة لأبن حجر العسقلاني باب أمية أبن أبي الصلت. طبقات فحول الشعراء لمحمد أبن سلام الجمحي.
ثم يبلغ الشوط نهايته عندما نعرف أن أمية أبن أبي الصلت كان له رائي من الجن يتحدث له في أذنه اليسرى ويأتيه بالأخبار .. ويخبرنا أبن حجر بتحفة رائعة نقلا عن شيخ من الجن أن الرائي الذي يأتي الأنبياء يأتي من الأذن اليمنى.
* كانت قريش قبل البعثة تكتب في أول كتبها باسمك اللهم والسبب في كتابتهم ذلك ما ذكره المسعودي في مروج الذهب عن جماعةٍ من أهل المعرفة ... أن أمية بن أبي الصلت الثقفي خرج إلى الشام في نفر من ثقيف وقريش في عير لهم فلما قفلوا راجعين نزلوا منزلاً واجتمعوا لعشا ئ هم إذ أقبلت حيةٌ صغيرةٌ حتى دنت منهم فحصبها بعضهم بحجر في وجهها فرجعت فشدوا سفرتهم ثم قاموا فشدوا على ابلهم وارتحلوا من منزلهم فلما برزوا من المنزل أ شرفت عليهم عجوزٌ من كثيب رملٍ متوكئةٌ على عصاً فقالـت: ما منعكم أن تطعموا رحيبة اليتيمة الصغيرة التي باتت لطعامكم عليلةً قالـوا: وما أنت قالـت أم العوام أ رملت منذ أعوام أما ورب العباد لتفرقن في البلاد (لاحظوا السجع) ثم ضربت بعصاها الأرض أثارت بها الرمل وقالت: أطيلي إيابهم وفرقي ركابهم! فوثبت الإبل كان على ذروة كل منها شيطاناً ما يملكون منها شيئاً حتى افترقت في الوادي فجمعوها من آخر النهار إلى غدوة فلما أ ناخوا الرواحل طلعت عليهم العجوز وفعلت كما فعلت أولا وعادت لمقالها الأول فخرجت الإبل كما خرجت في اليوم الأول فجمعوها من غدٍ.
فلما أ ناخوها ليرحلوها فعلت العجوز مثل فعلها في اليوم الأول والثاني فنفرت الإبل و أ مسوا في ليلة مقمرة ويئسوا من ظهورهم فقالوا لامية بن أبي الصلت : أين ما كنت تخبرنا به عن نفسك وعلمك فقال: اذهبوا انتم في طلب الإبل ودعوني. فتوجه إلى الكئيب الذي كانت تأتي منه العجوز حتى هبط من ثنيته الأخرى ثم صعد كئيباً آخر حتى هبط منه ثم رفعت له كنيسةٌ فيها قناديل ورجلٌ معترض مضطجعٌ على بابها وإذا رجلٌ جالسٌ ابيض الرأس واللحية.
قـال أمية: فلما وقفت قـال لي: انك لمتبوع. قلت اجل. قال: فمن أين يأتيك صاحبك قلت: من أذني اليسرى. قال: فبأي الثياب يأمرك قلت: السواد. قـال: هذا خطيب الجن كدت ولم تفعل ولكن صاحب هذا الأمر يكلمه في أذنه اليمنى واحب الثياب إليه البياض. فلما جاء بك وما حاجتك ؟ . فحدثته حديث العجوز. فقال: هي امرأة يهودية هلك زوجها منذ أعوام وأنها لن تزال تفعل بكم ذلك حتى تهلككم أن استطاعت قال أمية: قلت فما الحيلة قال: اجمعوا ظهركم فإذا جاءتكم وفعلت ما كانت تفعل فقولوا سبعاً من فوق وسبعاً من اسفل باسمك اللهم فإنها لن تضركم.
فرجع أمية إلى أصحابه فاخبرهم بما قيل له وجاءتهم العجوز ففعلت كما كانت تفعل فقالوا سبعاً من فوق وسبعاً من اسفل باسمك اللهم فلم تضرهم. فلما رأت الإبل لا تتحرك قالت: قد علمكم صاحبكم ليبيضن الله أعلاه وليسودن أسفله. وساروا فلما أ دركهم الصبح نظروا إلى أمية قد برص في غرته ورقبته وصدره واسود أسفله. فلما قدموا مكة ذكروا هذا الحديث فكتبت قريشٌ في أ ول كتبهـا باسمك اللهم فكان أول ما كتبها أهل مكة وجاء الإسلام والأمر على ذلك. (*) صبح الأعشى الجزء الأول الباب الرابع من المقالة الثالثة في الفواتح والخواتم واللواحق الفصل الأول في الفواتح . الأغاني للإمام أبي الفرج ترجمة أمية أبن أبي الصلت. الإصابة لأبن حجر العسقلاني باب أمية أبن أبي الصلت.
* أول من كتب في أول الكتب باسمك اللهم أمية بن أبي الصلت فكتبها قريش في كتبهم وكان النبي صلعم يكتبها في ابتداء الأمر .(*) صبح الأعشى الجزء1باب النوع السابع عشر النظر في كتب التاريخ والمعرفة بالأحوال .
* قال أبن عبد البر: الفارعة بنت أبي الصلت أخت أمية بن أبي الصلت الثقفي : قدمت على رسول الله صلعم بعد فتح الطائف وكانت ذات لب وعفاف وجمال وكان رسول الله صلعم يعجب بها وقال لها يوماً: " هل تحفظين من شعر أخيك شيئاً ". فأخبرته خبره وما رأت منه وقصت قصته في شق جوفه و إ خراج قلبه ثم صرفه مكانه وهو نائم و أنشدت له الشعر الذي أوله:
باتت همومي تسري طوارقها اكف عيني والدمع سابقها
نحو ثلاثة عشر بيتاً منها قوله:
ما رغب النفس في الحياة وان تحيا قليلاً فالموت سائقها
يوشك من فر من منيته يومــاً على غرة يـوافقـها
من لم يمت غبطة يمت هرمـاً للموت كاس والمرء ذائقها.
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ185 (آل عمران)
قـد أنبئت أنهـا تعـود كمـا كـان بديا بالأمس خالقهـا
وأن مـا جمعت وأعجبهــا من عيشهـا مرة مفارقهـا
البيتين الأخيرين من (*)المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية للإمام العيني محمود باب شواهد أفعال المقاربة.
وفي الخبر لما حضرت وفاته قال عند المعاينة:
إن تعف يا ربي تعف جما وأي عبـد لك لا آلمـا
ثم قال :
كل عيش وان تطاول دهراً صـائر مـرة إلى أن يــزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في تلال الجبال أرعى الوعولا
ثم مات.
فقال رسول الله صلعم : " يا فارعة كان مثل أخيك كمثل الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين " . (*) الاستيعاب في تمييز الأصحاب لأبن عبد البر الجزء الثاني باب الفاء .الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي باب سورة الأعراف الآية (175 - 177). البداية والنهاية لأبن كثير الجزء الثاني باب أخبار أمية بن أبي الصلت الثقفي .
* قال الإمام النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب :
أن الفارعة أتت رسول الله صلعم فسألها عن أخوها أمية أبن أبي الصلت وقال لها النبي أنشديني من شعر أخيك فأنشدته
لك الحمد والنعماء والفضل ربنا ولا شئ أعلى منك جدا وأمجد
وهى قصيدة طويلة حتى أتت على آخرها. وأنشدته قصيدته التي يقول فيها:
يوقف الناس للحساب جميعا فشقـي معـذب وسعيـد
ثم أنشدته قصيدته التي يقول فيها:
عند ذي العرش تعرضون عليه يعلـم الجهر والسرار الخفيا
إِ لا مَا شَاء الله إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى 7 (الأعلى)(الأنبياء: 110)
يوم نأتي الـرحمن وهو رحيم إنه كـان وعـده مأتيــا
يوم آتيـه مثـل ما قال فـردا ثم لا أدري راشـدا أم غويا
أسعـيدا إسعـاده أنـا أرجـو أو مهانا ألقى من العذاب فريا
رب إن تعف فالمعـافاة ظنـي أو تعـاقب فلـم تعاقب بريا
(*) نهاية الأرب في فنون الأدب للإمام النويري باب خبر مدينة بلقاء وخبر بلعم بن باعورا وما يتصل بذلك.
النبي يأنس لأخت أمية بن أبي الصلت ويستمع منها لقصائد أخيها بعد موته والتي تحكي عن الله وصفاته والتوحيد وقصص الأنبياء والجنة والنار ؛ نعم هذا الكم من القصائد كان لها تأثيرها الواضح والكبير في قرآن محمد فجاء القرآن نسخ وانتحال وتقليد وتصديق لأشعار الأستاذ أمية أبن أبي الصلت في مساحة كبيرة منه كما سنرى. أما صحابة محمد فتجذر شعر أمية في داخلهم حتى أنهم عند وفاتهم لم يتمثلوا بآيات من القرآن بل تمثلوا بأشعار أمية أبن أبي الصلت مما يدل على شيوع أشعار أمية على كل لسان وعلو منزلتها حتى في قلوب وعقول المسلمين الأوائل.
* لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة قال له ابنه يا أبتاه إنك لتقول لنا ليتني كنت ألقى رجلا لبيبا عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد وأنت ذلك الرجل فصف لي الموت فقال يا بني والله كأن جنبي في تخت وكأني أتنفس من سم (ثقب) إبرة وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي ثم أنشأ يقول:
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في تلال الجبال أرعى الوعـولا
(*) التذكرة للقرطبي باب ما جاء أن للموت سكرات.
* اخبرنا علي بن عبد الله الزاغوني .... عن الشريد الهمذاني قال: خرجنا مع رسول الله صلعم في حجة الوداع فبينما أنا امشي ذات يوم إذ وقع ناقة خل ف ي فالتفت فإذا رسول الله صلعم فقال: " الشريد " قلت: نعم قال: " ألا أحملك " قلت: بلى وما في إعياء ولا لغوب ولكني أردت البركة في ركوبي مع رسول الله صلعم فأناخ فحملني فقال: أ معك من سفر أمية بن أبي الصلت قلت: نعم قال: " هات " فأنشدته قال: أظنه مائة بيت قال: وقال صلعم : عند الله علم أمية بن أبي الصلت عند الله علم أمية بن أبي الصلت.(*) المنتظم في التاريخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الجزء الثالث غزوة بني قينقاع .
سفر أمية أبن أبي الصلت أو ديوانه الذي شرحه وجمعه محمد بن حبيب 245هـ وأستند إليه عبد القادر بن عمر البغدادي صاحب خزانة الأدب 1067هـ ومحمد مرتضى الزبيدي 1205هـ وبكل آسى وحزن ضاع السفر أو طمسوه أو أخفوه ذلك السفر الذي كان محمد به حفيا وشغوفا ويحب أن يسمعه ويستزيد منه وما ترك فرصة تفلت من بين يده حتى يقتنصها فكان دائم السؤال عن أشعار أمية لدى أصحابه ولكم سجل لنا التاريخ العربي والإسلامي أن النبي كان يختلي بالفارعة أخت أمية لتحكي له عن قصص أخيها وأشعاره .
* قال ا لطبرسي أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر، واستنشد رسول الله أخته شعره بعد موته فأنشدته:
لك الحمد والنعماء والفضل ربنا ولا شيء أعلى منك جدا وأمجد
مليك على عرش السماء مهيمن لعـزته تعنـو الوجوه وتسجـد
وهي قصيدة طويلة حتى أتت على آخرها، ثم أنشدته قصيدته التي فيها. وقف الناس للحسـاب جميعا فشقـي معـذب وسعـيد
والتي فيها:
عند ذي العرش تعرضون عليه يعلم الجهر والسرار الخفيا
يوم يأتي الـرحمن وهو رحيم إنـه كـان وعـده مأتيـا
رب إن تعف فالمعافـاة ظنـي أو تعاقب فلـم تعاقب بريا
( * ) تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي (الأعراف :175)
وتتواتر الأحاديث عن حب النبي ولهفته لسماع شعر أمية أبن أبي الصلت
* حدثنا عمرو الناقد، وابن أبي عمر، كلاهما ... عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال ردفت رسول الله صلعم يوما فقال " هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئا " . قلت نعم قال " هيه " . فأنشدته بيتا فقال " هيه " . ثم أنشدته بيتا فقال " هيه " . حتى أنشدته مائة بيت .
* حدثنا يحيى بن يحيى ... عن عمرو بن الشريد عن أبيه، قال استنشدني رسول الله صلعم . بمثل حديث إبراهيم بن ميسرة وزاد قال " أن كاد ليسلم " . وفي حديث ابن مهدي قال " فلقد كاد يسلم في شعره " .
(*) صحيح مسلم كتاب الشعر. 6022 – 6023 - 6024 -
* ومن حديث ابن أبي شَيْبة: أن النبيّ صلعم أردف الشريد فقال له النبي صلعم تَرْوي من شِعر أمية بن أبي الصلت شيئاً قلتُ: نعم قال ف أتنشدني فأنشدته. فجعل يقول بين كل قافيتين: هيه حتى أنشدته مائة قافية. (*)العقد الفريد باب كتاب الزمردة الثانية في فضائل الشعر. المزهر في علوم اللغة وأنواعها لجلال الدين السيوطي باب النوع الحادي والأربعون معرفة آداب اللغوي .
لم يكن أبن الشريد هو الوحيد الذي يحفظ أشعار أمية لكنها كانت الأوسع انتشارا في الجزيرة كما سنرى لكن لك أن تتخيل الأفكار والتراكيب التي حوتها أبيات من الشعر يبلغ عددها المائة وأشعار بلغت قوافيها المائة. كما أن البسملة الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام لم يكن قد جاء بها جبريل بعد بل كانت بسملة أمية أبن أبي الصلت ؛ فهل كانت هي بسملة إبراهيمية ونسخت؟ لماذا لم يحافظ عليها محمد؟ كما أن النبي أقر وأعترف أن شعر أمية هو شعر مؤمن مسلم يتوافق تماما مع مبادئ الإسلام!!
* اخبرنا الترمذي قال: اخبرنا احمد بن منيع ... عن عمر بن الشريد عن أبيه قال: كنت ردف النبي صلعم فأنشدته مائة بيت من شعر أمية بن أبي الصلت كلما أنشدته بيتًا قال: " هيه " حتى أنشدته مائة - يعني بيتًا - فقال النبي صلعم " أن كاد ليسلم ". (*) إخراجه مسلم في صحيحه. كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها كتاب الشعر 1- (2255) . المنتظم في التاريخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الجزء الثالث غزوة بني قينقاع . الإصابة لأبن حجر العسقلاني باب أمية أبن أبي الصلت.
بل أن النبي محمد صدق على خرافات أمية أبن أبي الصلت الشعرية كما سنرى. وهذا ينزع من قلب الباحث عن الحق أي شك في أن أمية أبن أبي الصلت كان المثل الأعلى لنبي الجزيرة محمد بن عبد الله.
* رو ى الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن محمد، هو أبو بكر ابن أبي شيبة .... عن ابن عباس: أن رسول الله صلعم صدَّق أمية يعني ابن أبي الصلت في بيتين من شعره فقال:
رجل وثور تحت رجل يمينه و النسر للأخرى وليث مرصد
فقال رسول الله صلعم (صدق). فقال:
{جاء في التفاسير أن هذه صفة حملة العرش ثمانية هم رجل وثور ونسر وأسد هذه أربعة ويؤيدهم يوم القيامة بأربعة أخرى ذلك قول القرآن وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ 17 (الحاقة)}
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء مطلع لونهـــا متورد
تأبى فلا تبدو لنا في رسلها إلا معـــذبة وإلا تجلـــد
فقال رسول الله صلعم (صدق). (*) المسند للإمام أحمد بن حنبل باب مُسْنَدُ عَبْدِ الله بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ 2200 .. سنن الدارمي كِتَابِ ا لا سْتِئْذَانِ باب فِي الشِّعْرِ - البداية والنهاية ل ابن كثير باب فصل فيما ورد عن صفة خلق العرش والكرسي (1/12) وقال حديث صحيح الإسناد رجاله ثقات. وأورده البيهقي في الأسماء والصفات صفحة (360) . الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي باب سورة الصافات الآية رقم ( 1 : 5 ) ؛ الآية رقم سورة الحاقة (15 : 17) . تاريخ أبن عساكر. الأغاني للإمام أبي الفرج. منتخب كنز العمال 15242- .
ويصل النقل والتقليد ذروته عندما نرى أن قصة شق صدر النبي هي نفس القصة التي كانت شائعة عند العرب ويحكى أنها حدثت لأمية أبن أبي الصلت. وطالما حادثة شق صدر النبي لم يرها أحد لكنه قصة حكاها النبي كما كانت تُحكى نفس القصة عن أمية أبن أبي الصلت قبله.
* وروى الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عزا ابن عباس: أن وازعة بنت أبي الصلت الثقفي جاءته فسألها عن قصة أخيها أمية فقالت: قدم أخي من سفر فوثب على سريري فاقبل طائران فسقط أحدهما على صدره فشق ما بين صدره إلى ثنيته فانتبه فقلت: يا أخي هل تجد شيئًا قال: لا والله إلا توصيبًا. (*) المنتظم في التاريخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الجزء الثالث غزوة بني قينقاع . الأغاني للإمام أبي الفرج ترجمة أمية أبن أبي الصلت. الإصابة لأبن حجر العسقلاني باب أمية أبن أبي الصلت. طبقات فحول الشعراء لمحمد أبن سلام الجمحي.
ثم يبلغ الشوط نهايته عندما نعرف أن أمية أبن أبي الصلت كان له رائي من الجن يتحدث له في أذنه اليسرى ويأتيه بالأخبار .. ويخبرنا أبن حجر بتحفة رائعة نقلا عن شيخ من الجن أن الرائي الذي يأتي الأنبياء يأتي من الأذن اليمنى.
* كانت قريش قبل البعثة تكتب في أول كتبها باسمك اللهم والسبب في كتابتهم ذلك ما ذكره المسعودي في مروج الذهب عن جماعةٍ من أهل المعرفة ... أن أمية بن أبي الصلت الثقفي خرج إلى الشام في نفر من ثقيف وقريش في عير لهم فلما قفلوا راجعين نزلوا منزلاً واجتمعوا لعشا ئ هم إذ أقبلت حيةٌ صغيرةٌ حتى دنت منهم فحصبها بعضهم بحجر في وجهها فرجعت فشدوا سفرتهم ثم قاموا فشدوا على ابلهم وارتحلوا من منزلهم فلما برزوا من المنزل أ شرفت عليهم عجوزٌ من كثيب رملٍ متوكئةٌ على عصاً فقالـت: ما منعكم أن تطعموا رحيبة اليتيمة الصغيرة التي باتت لطعامكم عليلةً قالـوا: وما أنت قالـت أم العوام أ رملت منذ أعوام أما ورب العباد لتفرقن في البلاد (لاحظوا السجع) ثم ضربت بعصاها الأرض أثارت بها الرمل وقالت: أطيلي إيابهم وفرقي ركابهم! فوثبت الإبل كان على ذروة كل منها شيطاناً ما يملكون منها شيئاً حتى افترقت في الوادي فجمعوها من آخر النهار إلى غدوة فلما أ ناخوا الرواحل طلعت عليهم العجوز وفعلت كما فعلت أولا وعادت لمقالها الأول فخرجت الإبل كما خرجت في اليوم الأول فجمعوها من غدٍ.
فلما أ ناخوها ليرحلوها فعلت العجوز مثل فعلها في اليوم الأول والثاني فنفرت الإبل و أ مسوا في ليلة مقمرة ويئسوا من ظهورهم فقالوا لامية بن أبي الصلت : أين ما كنت تخبرنا به عن نفسك وعلمك فقال: اذهبوا انتم في طلب الإبل ودعوني. فتوجه إلى الكئيب الذي كانت تأتي منه العجوز حتى هبط من ثنيته الأخرى ثم صعد كئيباً آخر حتى هبط منه ثم رفعت له كنيسةٌ فيها قناديل ورجلٌ معترض مضطجعٌ على بابها وإذا رجلٌ جالسٌ ابيض الرأس واللحية.
قـال أمية: فلما وقفت قـال لي: انك لمتبوع. قلت اجل. قال: فمن أين يأتيك صاحبك قلت: من أذني اليسرى. قال: فبأي الثياب يأمرك قلت: السواد. قـال: هذا خطيب الجن كدت ولم تفعل ولكن صاحب هذا الأمر يكلمه في أذنه اليمنى واحب الثياب إليه البياض. فلما جاء بك وما حاجتك ؟ . فحدثته حديث العجوز. فقال: هي امرأة يهودية هلك زوجها منذ أعوام وأنها لن تزال تفعل بكم ذلك حتى تهلككم أن استطاعت قال أمية: قلت فما الحيلة قال: اجمعوا ظهركم فإذا جاءتكم وفعلت ما كانت تفعل فقولوا سبعاً من فوق وسبعاً من اسفل باسمك اللهم فإنها لن تضركم.
فرجع أمية إلى أصحابه فاخبرهم بما قيل له وجاءتهم العجوز ففعلت كما كانت تفعل فقالوا سبعاً من فوق وسبعاً من اسفل باسمك اللهم فلم تضرهم. فلما رأت الإبل لا تتحرك قالت: قد علمكم صاحبكم ليبيضن الله أعلاه وليسودن أسفله. وساروا فلما أ دركهم الصبح نظروا إلى أمية قد برص في غرته ورقبته وصدره واسود أسفله. فلما قدموا مكة ذكروا هذا الحديث فكتبت قريشٌ في أ ول كتبهـا باسمك اللهم فكان أول ما كتبها أهل مكة وجاء الإسلام والأمر على ذلك. (*) صبح الأعشى الجزء الأول الباب الرابع من المقالة الثالثة في الفواتح والخواتم واللواحق الفصل الأول في الفواتح . الأغاني للإمام أبي الفرج ترجمة أمية أبن أبي الصلت. الإصابة لأبن حجر العسقلاني باب أمية أبن أبي الصلت.
* أول من كتب في أول الكتب باسمك اللهم أمية بن أبي الصلت فكتبها قريش في كتبهم وكان النبي صلعم يكتبها في ابتداء الأمر .(*) صبح الأعشى الجزء1باب النوع السابع عشر النظر في كتب التاريخ والمعرفة بالأحوال .
* قال أبن عبد البر: الفارعة بنت أبي الصلت أخت أمية بن أبي الصلت الثقفي : قدمت على رسول الله صلعم بعد فتح الطائف وكانت ذات لب وعفاف وجمال وكان رسول الله صلعم يعجب بها وقال لها يوماً: " هل تحفظين من شعر أخيك شيئاً ". فأخبرته خبره وما رأت منه وقصت قصته في شق جوفه و إ خراج قلبه ثم صرفه مكانه وهو نائم و أنشدت له الشعر الذي أوله:
باتت همومي تسري طوارقها اكف عيني والدمع سابقها
نحو ثلاثة عشر بيتاً منها قوله:
ما رغب النفس في الحياة وان تحيا قليلاً فالموت سائقها
يوشك من فر من منيته يومــاً على غرة يـوافقـها
من لم يمت غبطة يمت هرمـاً للموت كاس والمرء ذائقها.
كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ185 (آل عمران)
قـد أنبئت أنهـا تعـود كمـا كـان بديا بالأمس خالقهـا
وأن مـا جمعت وأعجبهــا من عيشهـا مرة مفارقهـا
البيتين الأخيرين من (*)المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية للإمام العيني محمود باب شواهد أفعال المقاربة.
وفي الخبر لما حضرت وفاته قال عند المعاينة:
إن تعف يا ربي تعف جما وأي عبـد لك لا آلمـا
ثم قال :
كل عيش وان تطاول دهراً صـائر مـرة إلى أن يــزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في تلال الجبال أرعى الوعولا
ثم مات.
فقال رسول الله صلعم : " يا فارعة كان مثل أخيك كمثل الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين " . (*) الاستيعاب في تمييز الأصحاب لأبن عبد البر الجزء الثاني باب الفاء .الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي باب سورة الأعراف الآية (175 - 177). البداية والنهاية لأبن كثير الجزء الثاني باب أخبار أمية بن أبي الصلت الثقفي .
* قال الإمام النويري في نهاية الأرب في فنون الأدب :
أن الفارعة أتت رسول الله صلعم فسألها عن أخوها أمية أبن أبي الصلت وقال لها النبي أنشديني من شعر أخيك فأنشدته
لك الحمد والنعماء والفضل ربنا ولا شئ أعلى منك جدا وأمجد
وهى قصيدة طويلة حتى أتت على آخرها. وأنشدته قصيدته التي يقول فيها:
يوقف الناس للحساب جميعا فشقـي معـذب وسعيـد
ثم أنشدته قصيدته التي يقول فيها:
عند ذي العرش تعرضون عليه يعلـم الجهر والسرار الخفيا
إِ لا مَا شَاء الله إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى 7 (الأعلى)(الأنبياء: 110)
يوم نأتي الـرحمن وهو رحيم إنه كـان وعـده مأتيــا
يوم آتيـه مثـل ما قال فـردا ثم لا أدري راشـدا أم غويا
أسعـيدا إسعـاده أنـا أرجـو أو مهانا ألقى من العذاب فريا
رب إن تعف فالمعـافاة ظنـي أو تعـاقب فلـم تعاقب بريا
(*) نهاية الأرب في فنون الأدب للإمام النويري باب خبر مدينة بلقاء وخبر بلعم بن باعورا وما يتصل بذلك.
النبي يأنس لأخت أمية بن أبي الصلت ويستمع منها لقصائد أخيها بعد موته والتي تحكي عن الله وصفاته والتوحيد وقصص الأنبياء والجنة والنار ؛ نعم هذا الكم من القصائد كان لها تأثيرها الواضح والكبير في قرآن محمد فجاء القرآن نسخ وانتحال وتقليد وتصديق لأشعار الأستاذ أمية أبن أبي الصلت في مساحة كبيرة منه كما سنرى. أما صحابة محمد فتجذر شعر أمية في داخلهم حتى أنهم عند وفاتهم لم يتمثلوا بآيات من القرآن بل تمثلوا بأشعار أمية أبن أبي الصلت مما يدل على شيوع أشعار أمية على كل لسان وعلو منزلتها حتى في قلوب وعقول المسلمين الأوائل.
* لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة قال له ابنه يا أبتاه إنك لتقول لنا ليتني كنت ألقى رجلا لبيبا عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد وأنت ذلك الرجل فصف لي الموت فقال يا بني والله كأن جنبي في تخت وكأني أتنفس من سم (ثقب) إبرة وكأن غصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي ثم أنشأ يقول:
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في تلال الجبال أرعى الوعـولا
(*) التذكرة للقرطبي باب ما جاء أن للموت سكرات.